يعدُّ إدمان مواقع شبكات التواصل الاجتماعي بصفة عامة - وموقع شبكة التواصل الاجتماعي الفيس بوك بصفة خاصة - حالةً من حالات الاستخدام المَرَضِي، وغير التوافقي لشبكات التواصل الاجتماعي، وذلك من جانب تلاميذ المرحلة الابتدائية بدرجة تؤدِّي إلى اضطرابات في السلوك، ويستدلُّ عليها بعدَّة ظواهر، منها:
زيادة عدد الساعات أمام الكمبيوتر بشكل مطَّرد، تتجاوز الفترات التي حدَّدها الفرد لنفسه في البداية، ومواصلة الجلوس أمام الشبكة على الرغم من وجود بعض المشكلات مثل السهر - الأرق - التأخر في الدراسة، هذا بالإضافة إلى التوتر والقلق الشديدين في حالة وجود أي عائق للاتصال بالشبكة، قد تصل إلى حد الاكتئاب إذا ما طالت فترة ابتعاده عن الدخول على الإنترنت.
وفي ضوء ذلك تهدفُ الدراسة الحاليَّة إلى إلقاء الضوءِ على ظاهرة إدمان مواقع شبكات التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" أنموذجًا، وعَلاقته بكلٍّ من الشعور بالوَحْدَة النفسية، والتحصيل الدراسي لَدَى تلاميذ المرحلة الابتدائية.
وتكوَّنت عينة الدراسة من (160) تلميذًا من تلاميذ المرحلة الابتدائية من مستخدِمي شبكة التواصل الاجتماعي الفيس بوك، ولتحقيق أهداف الدراسة تَمَّ إعداد مقياس إدمان لموقع شبكة التواصل الاجتماعي الفيس بوك، ومقياس الشعور بالوَحْدَة النفسية بعد التأكد من صدقهما وثباتهما، ولمعالجة البيانات إحصائيًّا تم استخدام المتوسطات الحسابية، والانحرافات المعيارية، ومعامل ارتباط بيرسون، واختبار (ت)، وقد توصَّلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج، من أهمها:
• توجد فروق ذاتُ دلالة إحصائية بين متوسط درجات أفراد عينة الدراسة من تلاميذ المرحلة الابتدائية على مقياس إدمان موقع شبكة التواصل الاجتماعي الفيس بوك، تُعزَى لمتغيِّر الصف الدراسي، وذلك لصالح تلاميذ الصف السادس.
• توجد فروقٌ ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات أفراد عينة الدراسة من تلاميذ المرحلة الابتدائية، على مقياس إدمان موقع شبكة التواصل الاجتماعي الفيس بوك، تُعزَى لمتغير المستوى الاقتصادي، وذلك لصالح التلاميذ الذين ينتمون إلى أسر ذات دخل مرتفع.
• توجد فروق ذاتُ دلالة إحصائية بين متوسِّط درجات أفراد عينة الدراسة من تلاميذ المرحلة الابتدائية على مقياس إدمان موقع شبكة التواصل الاجتماعي الفيس بوك، تُعزَى لمتغير عدد ساعات استخدام موقع شبكة التواصل الاجتماعي الفيس بوك، وذلك لصالح التلاميذ الذين يستخدمون موقع شبكة التواصل الاجتماعي الفيس بوك (40 ساعة) فأكثر في الأسبوع.
• توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسِّط درجات أفراد عينة الدراسة من تلاميذ المرحلة الابتدائية على مقياس إدمان موقع شبكة التواصل الاجتماعي الفيس بوك، تُعزَى لمتغير المستوى التعليمي للوالدينِ، وذلك لصالح التلاميذ الذين ينتمون إلى أسر من ذوي التعليم العالي.
• توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات أفراد عينة الدراسة من تلاميذ المرحلة الابتدائية على مقياس الشعور بالوَحْدَة النفسية لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية، تُعزَى لمتغير الصف الدراسي، وذلك لصالح تلاميذ الصف السادس.
• توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسِّط درجات أفراد عيِّنة الدراسة من تلاميذ المرحلة الابتدائية على مقياس الشعور بالوَحْدَة النفسيةلدى تلاميذ المرحلة الابتدائية، تُعزَى لمتغير المستوى الاقتصادي، لصالح التلاميذ الذين ينتمون إلى أسر ذات دخل مرتفع.
• توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات أفراد عينة الدراسة من تلاميذ المرحلة الابتدائية على مقياس الشعور بالوَحْدَة النفسيةلدى تلاميذ المرحلة الابتدائية، تُعزَى لمتغير عدد ساعات استخدام موقع شبكة التواصل الاجتماعي الفيس بوك، لصالح التلاميذ الذين يستخدمون موقع شبكة التواصل الاجتماعي الفيس بوك (40 ساعة) فأكثر في الأسبوع.
• توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات أفراد عيِّنة الدراسة من تلاميذ المرحلة الابتدائية على مقياس الشعور بالوَحْدَة النفسيةلدى تلاميذ المرحلة الابتدائية، تُعزَى لمتغير المستوى التعليمي للوالدين، وذلك لصالح التلاميذ الذين ينتمون إلى أسر من ذوي التعليم العالي.
• توجد علاقة ارتباطيه موجبة دالَّة إحصائيًّا بين درجات تلاميذ المرحلة الابتدائية على مقياس إدمان موقع شبكة التواصل الاجتماعي الفيس بوكودرجاتهم على مقياس الشعور بالوَحْدَة النفسية لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية.
• توجد علاقة ارتباطية سالبة دالَّة إحصائيًّا بين درجات تلاميذ المرحلة الابتدائية على مقياس إدمان موقع شبكة التواصل الاجتماعي الفيس بوك، ودرجات التحصيل الدراسي لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية.
وفى ضوء نتائج الدراسة الحالية يوصي الباحث بما يلي:
• يجب على الوالدين تنشئةُ الأبناء تنشئة اجتماعية سليمة.
• ينبغي على الوالدين غرسُ الوازع الديني في نفوس أبنائهم، ومراقبة الله في كل أعمالهم.
• ضرورة توجيه الأسرة للأبناء نحو الاستخدام الأمثل لشبكة الإنترنت.
• يجب وضع قواعد وضوابط ووسائل تكنولوجية حديثة لمراقبة المواقع الممنوعة والهدَّامة، بحيث لا تمكِّن المستخدمين للشبكة من الدخول إليها.
• دعوة الجهات الرسمية والجمعيات الأهلية المختصَّة بحماية النشء، ووقاية المستخدمين من الانحراف بقيامها بدور فعَّال تجاه توعية الأسر من مخاطر الاستخدام السيئ لشبكة الإنترنت على الأبناء.
• مناشدة الجهات المختصَّة بتطبيق القوانين المعمول بها في الدولة، بحق المخالفين لقواعد ونظم استخدام شبكة الإنترنت، مع تطوير وتعديل هذه القوانين، أو استحداث قوانين جديدة تكفل التصدي للاستخدام السيئ والضار لهذه الشبكة، خاصة في مجال إغواء وإفساد صغار السن.
• ضرورة الترشيد والاستخدام المعتدل لشبكة الإنترنت من قِبَل الأطفال والشباب، بهدف تحقيق أغراض محدَّدة وواضحة.
• ينبغي على الوالدين متابعةُ أبنائهم؛ لأن بقاء الأبناء في منازلهم لم يَعُد كافيًا لحمايتهم وتحصينهم من المتغيرات السلبية، بالشكل الذي كان عليه الحال بالنسبة للأجيال السابقة؛ فقد يكون الابنُ في غرفتِه، وفي ظنِّ أهل بيته أنه في أمان بعيدًا عما قد يتعرَّض له من سلبيات خارج المنزل، بينما هو يتصفَّح مواقع الشبكات الاجتماعية، أو يمارس الألعاب الرقمية، وما فيها من اتصال بلا قيود بالعالم الخارجي، لا يقف خطره عند حدٍّ، ولا يَسَع المجال لذِكره؛ الأمر الذي يتطلَّب ضرورة متابعة أبنائهم بصورة لا تُشعِرهم بالتجسس عليهم، أو فقد الثقة فيهم.
• ضرورة العمل على تقوية الرقابة الذاتية لمستخدمي الإنترنت، بما يساعد على الاستخدام الأمثل للإنترنت.
• إعطاء الطالب مساحةً أكبر من الحرية لإثبات الذات وتحقيقها، من خلال اختيار نوع الدراسة المتناسبة مع قدراته وميوله.
• تخصيص مرشد أكاديمي ونفسي يقدِّم خدمات الإرشاد الفردي والجمعي لتلاميذ المدارس.
• إدخال مفهوم جَوْدة الحياة في بعض مقرَّرات علم النفس.
• ضرورة توجيه وإرشاد التلاميذ، وخاصة مدمني شبكات التواصل الاجتماعية، بتعليمهم كيفية استبدال تصفح الإنترنت بالتمرينات الرياضية وغيرها من الهوايات والأنشطة المتنوعة؛ للاعتدال في استخدام الإنترنت.
والله ولي التوفيق